الدكتور سفيان عباس
الاستراتيجية الامريكية مخطط لها بعناية فائقة تنفذ كما هي من الادارات الرئاسية بغض النظر عن الفلسفة الايدلوجية للحزبين الأمريكيين المتناوبين على حكم امريكا , فهي تخضع الى رعاية ورقابة المشرعين في الكونغرس المتكون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بموجب الانتخابات العامة.
فالذي يخطط للاستراتيجيات هم دهاقنة السياسة الامريكية من خلف الكواليس ولا تخضع الى اهواء الرئيس او برنامجه الانتخابي وما عليه الا التنفيذ الحرفي دون زيادة او نقصان ,,, لقد وضعت استراتيجية محور الشر العراق وايران وكوريا الشمالية قبل تولي جورج بوش الابن بسنوات عدة وهو اول رئيس ينفذها على الارض.
بدأها في العراق بسناريوهات متعددة تارة بأسلحة الدمار الشامل وتارة اخرى تعاونه مع تنظيم القاعدة والمنظمات الارهابية حتى تمكن من اسقاط النظام العراقي السابق ,
واليوم جاء دور نظام الملالي في طهران الذي امتلك فعلا مقومات الصناعة للأسلحة النووية المتمثلة بأجهزة تخصيب اليورانيوم ضمن مشروع سري, لم تكتشفه منظمة الطاقة الذرية الا بعد ثمانية عشرة عاما عن طريق مجاهدي خلق الايرانية , وانكب النظام على صناعة الصواريخ البالستية المخصصة لحمل الرؤوس النووية ,
كما انه الداعم الرئيسي للمنظمات الارهابية على الساحة الدولية التي نفذت عشرات العمليات الارهابية ضد المصالح الاوربية والامريكية وانفق مليارات الدولارات لهذا الغرض من قوت شعبه الذي يعاني الحرمان والعوز ,
واسس الميلشيات الارهابية لكي تحل بالإنابة عنه في مواجهة المجتمع الدولي وقد انفق عليها اكثر من ثمانية عشرة مليارا من الدولارات في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الايراني الانهيار الوشيك, اضافة الى ان نظام الدكتاتورية الدينية قمع الحقوق والحريات الاساسية للشعب
وارتكب ابشع صور انتهاكات لحقوق الانسان الايراني من مجازر دموية واعدامات بالجملة للمعارضين السياسيين لنظامه واعتقالات واحكام عقابية بالسجن دون محاكمات عادلة , واضطهاد للأقليات التي يتكون منها المجتمع الايراني من البلوش والكورد والعرب والبختياريين واللور والاذريين وغيرهم الكثير ,
النظام راح ينفذ استراتيجيته المتهورة في احتلال من منطقة الشرق الاوسط على امل الدفاع عن النظام خارج اراضيه بعد ان ادرك ماهية محور الشر الثاني في التسلسل الامريكي بعد العراق الذي لا رجعة عنه ,
امريكا ماضية في تغيير النظام مهما حاول من الاعيبه المعروفة وانبطاحاته المشهودة عند ضعفه , فأن الحزمة الثانية من العقوبات بدأت في الخامس من الشهر الجاري التي تعد الاقسى والاقوى عبر التاريخ تخللتها بعض الاستثناءات لثمانية دول لكي لا يتأثر الشعب الايراني الذي يعاني اصلا الفقر ,
فالعقوبات الجديدة سوف تعجل من انهيار النظام وسقوطه بوتيرة اسرع وان التصريحات النارية لأزلام النظام ضد امريكا ماهي الا دليل قطعي على بداية النهاية , ومما لاشك فيه فأن كوريا الشمالية هي المحور الثالث الاكثر شرا.
ID محرر النشر بالجريده
CVBN000225MMJ5888UJ